أعلنت مجموعة من الشخصيات المصرية البارزة التي شكلت «لجنة الحكماء» عن اتجاه لبلورة حل قريب جدا للأزمة، مشيرة الى ان الحل المقترح يقوم على بقاء الرئيس حسني مبارك في منصبه حتى نهاية ولايته، على ان يقوم بنقل صلاحياته كاملة الى نائبه عمر سليمان خلال الفترة المقبلة.
واكدت لجنة الحكماء على ان مهمة سليمان في المرحلة المقبلة ستكون الاشراف على عملية تعديل الدستور، مطالبة بتشكيل حكومة من خبراء وشخصيات مستقلة ومقبولة. وفيما يخص دور الاخوان المسلمين في المرحلة المقبلة، اكدت اللجنة ان الجماعة ستتعهد بعدم تقديم مرشح لها في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتضم لجنة الحكماء كلا من الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، الدكتور أحمد زويل، المهندس نجيب سويرس، وعمرو موسى، وجودت الملط، الدكتور أسامة الغزالي حرب، الدكتور عمرو حمزاوي، منير فخري عبد النور، والإعلامي محمود سعد.
وقدمت اللجنة مجموعة من المقترحات لشباب المتظاهرين لتكون محورا للحوار بينهم، وبين الحكومة المصرية، وطالبت المتظاهرين بتسمية مفاوض ينوب عنهم. ليكون للشباب مكان واضح في الحوار الوطني، وأن تتم مأسسة الحوار وتحديد مهامه وأهدافه والمشاركين فيه بصورة واضحة ومحددة. وأن يتم تطوير الإصلاحات السياسية. وعدم قصر الحوار على الأحزاب التقليدية. ويتم توفير الضمانات الكافية لانتقال سلمي للسلطة، مع تقدير الدور الذي تقوم به المؤسسة العسكرية في هذه المرحلة.
لن يغادر مصر
في غضون ذلك، أكد نائب الرئيس المصري مجددا أن الرئيس مبارك لا يسعى لإعادة الترشح مرة أخرى للانتخابات الرئاسية القادمة، وأنه عاش على أرض مصر، ولن يغادرها. ردا على سؤال حول المحادثات التي أجراها مع الإدارة الأميركية بشأن انتقال السلطة، قال سليمان - في مقابلة خاصة أجراها مع شبكة «إيه بي سي» الأميركية أذاعتها امس - إن «المكالمة كانت مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وناقشنا هذا الأمر، ولكنها لم تطلب أن يتنحى الرئيس مبارك الآن..ولكني أبلغتها أن هناك عملية تجري، وفي نهايتها سيغادر الرئيس».
وأشار إلى أن جزءا صغيرا فقط من الشعب المصري يرغبون في رحيل الرئيس مبارك على الفور..وقال «هناك عدد قليل من الأشخاص يطالبون بذلك..وهذا أمر ضد ثقافتنا. نحن نحترم رئيسنا، ونحترم أبانا، ونحترم الشخص الذي يعمل لمصلحة بلده كما عمل مبارك».
وبسؤاله هل شعر بأن الولايات المتحدة الأميركية خانت رئيسه - قال سليمان إن «ما أسمعه من أوباما هو أنه يدعم الشعب المصري..الرئيس أوباما أبلغ رئيسنا بأنه رجل شجاع».
وفيما يتعلق باندلاع تظاهرات مماثلة في تونس أدت إلى فرار رئيسها زين العابدين بن علي وعائلته الى خارج البلاد، تعهد سليمان بأن هذا الأمر لن يحدث في مصر، مشيرا إلى أن الرئيس مبارك ليس لديه نية لمغادرة بلاده. وقال «إن مصر لن تكون مثل تونس بأي شكل من الأشكال.. إن الأمر مختلف.. إن رئيسنا مقاتل..عاش على أرض مصر، وسيموت على هذه الأرض».