«سكر وملح ودهون قليل، مياه وخضار وعصير من غير سكر كتير»، هى الطريق إلى قهر العطش فى الفصل الساخن.
د. محمد الحوفى أستاذ علوم الأغذية بجامعة عين شمس، يفسر الشعور بالعطش إلى أن الجسم يخسر كميات كبيرة من المياه بسبب العرق، ولهذا نشعر بالعطش، الذى قد يكون ضمن أسبابه الاضطرابات النفسية أو مرض السكر.
«أسرع حاجة نعوض بيها نقص المياه هى شرب المياه»، لا يحدد الإخصائى كمية معينة من المياه التى يجب تناولها يوميا، «لحد مالون البول يكون أبيض».
ينصح د. محمد أن تكون زجاجة المياه الباردة «مش ثلج»، جزءا أساسيا من محتويات الشنطة عند الخروج للشارع.
الوسيلة الثانية لقهر العطش تناول طبق السلطة والخضار، لاحتوائها على نسبة عالية من المياه، «الخيار والطماطم تعطى إحساس انتعاش أحسن من علبة مياه غازية».
المياه الغازية كما يقول الإخصائى تعطى الشعور المؤقت الخادع بالارتواء والانتعاش، «برودة المياه الغازية فقط تعمل على خفض درجة الحرارة داخل الجسم لفترة بسيطة لا تتجاوز نصف الساعة يصاحبها شعور بالانتعاش، بعدها يبدأ الجسم فى امتصاص كمية السكر العالية التى يحتويها المشروب مما يؤدى إلى زيادة السعرات الحرارية والإحساس بالحر والعطش من جديد».
ما سبق ينطبق على الآيس كريم الذى يجعله الحوفى من أسرع الوسائل للحصول على الدفء فى الشتاء، والإحساس بالحرارة والعطش فى الصيف.
تناول الأطعمة والمشروبات ذات السعرات الحرارية الأقل هو الأفضل فى أوقات الحر، البعد عن الموالح والمسكرات والدهون هى أضلاع مثلث التغلب على العطش، ولهذا يعبر الحوفى أن «تفاحة أفضل من قطعة كنافة أو بسبوسة»، أما العصائر الطبيعية الخالية من السكر أفضل من العناصر المعلبة.
يشرح الحوفى أن العصائر المعلبة تحتوى على بعض المواد الحافظة ذات الخواص مؤكسدة، تؤدى إلى اضطراب فى التفاعلات الكيمائية داخل خلايا الجسم ويصاحبها أيضا إحساس بالعطش، «الحل الأمثل زجاجة المياه أو أى عصير طبيعى من غير سكر».
ولكن المياه تتميز بأنها لا تحتوى على أى سعرات حرارية، «ولا يوجد لها أضرار مهما كانت الكمية التى تم تناولها»، نافيا الشائعات التى تربط بين تناول المياه أو العصائر وبين ظهور الكرش، «كلام خاطئ علميا، السوائل لا علاقة لها بالكرش».
المياه هى الشريك الأساسى فى كل التفاعلات الحيوية التى تحدث داخل الجسم، وقلتها تؤدى إلى الجفاف المميت، ويكون الطفل عرضة له مع عدم انتباه الأم بإعطائه كميات المياه.
ولكن الإخصائى يحذر من تناول المياه بكميات كبيرة بعد الانتهاء من تناول الطعام، لأنها تؤدى إلى تخفيض العصارات الهاضمة فى المعدة مما يؤدى إلى عسر الهضم، ويكون من الأفضل شرب كمية مناسبة قبل الطعام.
«فى الصيف نبعد عن أى حاجة تخلينا نفقد مياها»، ولهذا ينصح الحوفى بالبعد عن كل المشروبات التى تحتوى على الكافيين لأنها مواد مدرة للبول وتساعد على فقد المياه بسرعة من الجسم.
«مش صحيح إن كوب شاى ساخن يفتح المسام ويخفف العطش، المشروبات الساخنة تؤدى إلى زيادة نسبة العرق، يعنى المياه هاتقل»، يرشح الإخصائى المشروبات المهدئة كالنعناع والينسون كبديل للمنبهات.
يضيف الحوفى أن التوتر والحالة النفسية السيئة من ضمن أسباب الشعور بالعطش، لأنه يؤدى إلى انخفاض شديد فى نسبة السكر فى الدم، والمشكلة تزداد فى درجات الحرارة العالية لأصحاب مرض السكر، «ضرورى أن يتم ضبط السكر فى الجسم طول الصيف».
فى النهاية يقول الحوفى إن الخضار المسلوق والجبن والزبادى بديل للأطعمة الدسمة، والعصائر الطبيعية والمياه والخضار بديل للمنبهات والمسكرات للتغلب على العطش.