عصام الحضري..أفضل حارس مرمى في أفريقيا ثلاث بطولات متتالية ، أثيرت ضده العديد من المشاكل منذ إحترافه غير الشرعي في نادي سيون السويسرس من النادي الأهلي المصري ، وعودته إلى نادي الإسماعيلي ، واجه هو وزملاؤه في المنتخب كبوة حادة بعد الإخفاق في الوصول إلى كأس العالم ، وعلى الرغم من كل ذلك شارك في بطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في أنجولا وفاز بلقبها منتخب الفراعنة وحصل الحضري على لقب أفضل حارس مرمى في البطولة ، منذ إنتهاء البطولة وهو متغيب عن تدريبات فريقه وتم توقيع عليه عقوبة من قبل مجلس الإدارة ، بعد أنجولا فكر جديا في الإعتزال الدولي ولكن الجهاز الفني للمنتخب أقنعه بالتراجع عن هذه الفكرة ، وفيما يلي نص حواره مع موقع سي إن إن
هل كنت تتوقع فوز منتخب مصر ببطولة أفريقيا الأخيرة؟
رغم الظروف الصعبة التي واجهت المنتخب المصري قبل البطولة بسبب حالة الإحباط التي عاشها أغلب اللاعبين لعدم التأهل لنهائيات كأس العالم، إلا إنني كنت أسعى لفوز الفريق بالبطولة لتعويض الجماهير عن خروجنا من سباق كأس العالم.. ونجحت في إخراج نفسي سريعا من حالة الإحباط، لأني أعرف كيف أفرق بين العاطفة والعمل، ولأن طموحي بلا حدود، ومشكلتي إني أحب بلدي وشغلي أكثر مما يتصور البعض.. فأنا عاشق لتراب مصر، وسافرت مع منتخب مصر إلى أنجولا وهدفي الفوز بالبطولة.
ولكن الجماهير المصرية لم تتوقع الفوز ؟
عقلية اللاعب المحترف مختلفة عن عقلية الجماهير التي تحكمها العواطف في أغلب الأحيان، وكنت أشعر أن الله سيعوضني عن عدم الوصول لنهائيات كأس العالم بالفوز ببطولة أفريقيا، وخروجنا من كأس العالم كان اختبارا من الله ليعرف مدى قوة إيماننا.
هل الفوز ببطولة أفريقيا عوضك بالفعل عن اللعب في المونديال؟
حققت كلاعب كل الإنجازات على المستوى الدولي.. فقد فزت مع المنتخب بأربع بطولات لكأس الأمم، منها ثلاث بطولات خارج مصر، وهو إنجاز كبير في حد ذاته، كما أني حصلت على لقب أفضل حارس مرمى في أفريقيا ثلاث مرات متتالية، بخلاف البطولات العديدة التي حققتها على المستوى المحلي.. ولكن اللعب في كأس العالم يبقى هو الإنجاز الذي لم أحققه حتى الآن، وهو أمر يحزنني خاصة وأن الجيل الحالي من منتخب مصر يستحق بالفعل اللعب في المونديال، وقد شهد العالم لنا بذلك بعد الفوز ببطولة أفريقيا الأخيرة وأثبتنا أن ضياع حلم كأس العالم كان أمرا استثنائيا، ويكفي أن موقع الإتحاد الدولي لكرة القدم أكد أن عدم مشاركة منتخب مصر في مونديال جنوب أفريقيا خسارة كبيرة لكرة القدم الأفريقية.
ما هى أصعب مباراة لمنتخب مصر في بطولة أفريقيا؟
لم تكن مباراة واحدة، بل أن مباريات الدور الأول كلها كانت صعبة، لأننا كنا نسعى للتأهل للدور الثاني، بالإضافة إلى إننا كلاعبين كنا نسعى للفوز بكل المباريات لنثبت للجميع قوتنا، كما كانت مباراة الكاميرون في دور الثمانية صعبة لأن الخسارة كانت تعني خروجنا من البطولة، وهو ما لم نكن نقبله.
أين مباراة الجزائر؟
مباراة الجزائر لم تكن صعبة بالنسبة لنا كلاعبين، فقد لعبنا تلك المباراة ونحن في قمة تركيزنا، وهو ما ظهر خلال السلام الجمهوري للبلدين قبل اللقاء، وظهر علينا مدى القوة والتركيز التي نعيشها، فنحن فريق كبير، وعقب فوز الجزائر على كوت ديفوار، وصعودها للمربع الذهبي كان تفكيرنا منصب على ضرورة الفوز على الكاميرون لملاقاة الفريق الجزائري، لنثبت للعالم من الأحق بالوصول لنهائيات كأس العالم.
ألم يكن اللقاء النهائي أمام غانا صعبا؟
لم نكن قلقين من لقاء النهائي لأننا فريق كبير، والفرق الكبيرة في النهائيات تفوز، رغم أن منتخب غانا من الفرق الجيدة في البطولة، ولكنه مازال فريق ناشئ، وأغلب لاعبيه من صغار السن، يفتقدون الخبرة على عكس منتخب مصر.
من هو أفضل فريق واجهته في بطولة أفريقيا؟
منتخب غانا هو أفضل المنتخبات بعد منتخب مصر في البطولة، بدليل أن المنتخب المصري فاز عليه بهدف واحد فقط، على عكس كل المباريات التي فزنا فيها بفارق أكثر من هدف.
ما هو سر منتخب مصر، خاصة وأن غالبية المتابعين يبحثون عن هذا السر؟
سر منتخب مصر يكمن في طموح لاعبيه وجهازه الفني وترابط الجميع. لا تشعر في منتخب مصر بفارق بين لاعب كبير وآخر صغير، فالجميع لهم هدف واحد وهو الفوز.. كما أن الفريق لا يشبع من البطولات والإنجازات، فمع كل إنجاز نسعى لإنجاز آخر، فطموحنا لا يتوقف عند حد معين. وعندما نشعر أن الحوافز والتحديات أمامنا تقل نخلق لأنفسنا حوافز جديدة، فقد لعبنا بطولة أفريقيا من أجل تحقيق أرقام قياسية جديدة على مستوى القارة الأفريقية وكرة القدم العالمية، فحطمنا الرقم القياسي لعدد مرات اللعب دون هزيمة، والذي كان مسجلا بإسم منتخب الكاميرون بـ 12 مباراة، وخرجنا من تلك البطولة بـ 19 مباراة، كما أن منتخب مصر هو الفريق الأفريقي الذي فاز بالبطولة، وهو فائز بكل مبارياته، وهو رقم قياسي آخر، بمعنى أن الفريق يصنع لنفسه التحديات.
ما حقيقية تفكيرك في اعتزال اللعب الدولي؟
هذا تفكير يراودني بالفعل، وقد أبلغت الجهاز الفني للمنتخب بما يدور في تفكيري. إلا أن المدير الفني حسن شحاتة، طلب مني تأجيل التفكير في ذلك لجلسة تجمعني مع الجهاز الفني.
لماذا فكرت في الاعتزال الدولي؟
لأني حققت على المستوى الدولي كل ما يمكن تحقيقه، فقد حققت لقب بطولة أفريقيا أربع مرات، وحصلت على لقب أفضل حارس مرمى في أفريقيا ثلاث مرات، وكنت أتمنى اللعب في كأس العالم، وهو ما لم أحققه بعد أن وصلت لعمر 37 عاما، وأرى أنه لم يعد هناك ما يمكن أن أحققه بعد ذلك.
هل تشعر بالخوف على مستقبل منتخب مصر؟
نعم أشعر بالخوف على منتخب مصر في المستقبل بعد الإنجازات العديدة التي حققها في السنوات الأخيرة، وأصبح العالم كله ينظر إلينا والجماهير المصرية لن تقبل منا أقل مما حققناه.. فالفرق التي ستواجه منتخب مصر مستقبلا ستلعب بكل قوتها لأنها تواجه البطل وهو أمر صعب، كما أن هناك العديد من اللاعبين الأساسيين اقتربوا من الاعتزال، وهو ما قد يؤثر على مسيرة الفريق.
ما حقيقة العرض الإنجليزي؟
بالفعل وصل للنادي الإسماعيلي عرضا من أحد الفرق الإنجليزية التي تلعب في الدوري الممتاز خلال بطولة أفريقيا، إلا أن مسئولي النادي رفضوا العرض بحجة ضعف المقابل المادي، رغم أن النادي كان سيحصل على 350 ألف دولار مقابل إعارة لنهاية الموسم فقط، بخلاف مستحقاتي المالية.. وهو أمر أحزنني خاصة وأن المشاكل كثيرة في نادي الإسماعيلي، ويكفي كم المشاكل الموجودة داخل مجلس الإدارة والفريق، وهو ما يؤثر على مسيرته. كنت أتمنى أن يوافق مسئولي الإسماعيلي على إعارتي، فأنا لا أجيد اللعب في جو مليء بالمشاكل.