مناقشة مقترحات نفي الزعيم الليبي.. والمعارضة تطالب بمحاكمته
- فرنسا مستعدة لتسليح الثوار والاجتماع المقبل في قطر
طرابلس - وكالات - أرجأ حلف شمال الاطلسي تسلمه قيادة العمليات في ليبيا حتى يوم الخميس، افساحاً للمجال بانجاز التحضيرات الضرورية لنقل القيادة. ويأتي ذلك في وقت اجتمعت وفود أكثر من 40 دولة في العاصمة البريطانية لندن في مؤتمر بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا. وضم المؤتمر، إلى جانب فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، عددا من الدول العربية من بينها العراق وقطر والإمارات والمغرب إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة وحلف الناتو والاتحاد الافريقي والجامعة العربية.
واعلن المؤتمر عن انشاء «مجموعة اتصال» سياسية حول ليبيا ستعقد اجتماعها المقبل في قطر.
وحدد مؤتمر لندن مهام لمجموعة الاتصال هي «ضمان القيادة والتوجيه السياسي الاجمالي للجهود الدولية بتنسيق وثيق مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الاوروبي، وتقديم منصة لتنسيق الرد الدولي على ازمة ليبيا، وتوفير مساحة مشتركة ضمن المجتمع الدولي للاتصال بالاطراف الليبيين».
وبعد اجتماع قطر ستتم رئاسة المجموعة بالمداورة «بين دول المنطقة وغيرها».
وكرر المشاركون «التزامهم الحازم بسيادة ليبيا واستقلالها ووحدة اراضيها ووحدتها الوطنية» ووعدوا بتشديد العقوبات ضد القذافي «الذي لا يمكنه ان يهاجم المدنيين من دون عقاب».
ورحب المشاركون «بتوسيع التحالف» و«بنجاح» العمليات العسكرية الميدانية التي سمحت «بحماية عدد غير محدود من المدنيين وبتدمير القدرات الجوية للقذافي».
وكرر المشاركون التأكيد على «مساهمتهم في العمليات العسكرية»، مطالبين مجددا «بوقف فوري لاطلاق النار» ووقف «جميع الهجمات على المدنيين وتسهيل تحرك المساعدات الانسانية».
القذافي خسر الشرعية
وأضاف النص ان «الليبيين وحدهم يمكنهم» اختيار حكومتهم لكن «القذافي ونظامه خسروا كل شرعية وسيحاسبون على افعالهم»، مشيرا الى «القلق» السائد حيال مصير «حوالي 80 الف نازح» بسبب النزاع.
واعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني انه تم التوصل في المؤتمر الى اتفاق «بالإجماع» على ان «القذافي يجب ان يغادر البلد».
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان فرنسا مستعدة للتباحث مع حلفائها في امكان تقديم مساعدة عسكرية للثوار الليبيين، مشيرا في الوقت نفسه الى ان هذا الامر لا تنص عليه القرارات التي اصدرتها الامم المتحدة اخيرا بشأن ليبيا.
وعُرض في الاجتماع اقتراح إيطالي وبريطاني باحتمال السماح للقذافي بالعيش خارج البلاد. وتقدمت إيطاليا باقتراح للتوصل إلى اتفاق سياسي لإنهاء الأزمة بما في ذلك وقف سريع لإطلاق النار ونفي القذافي وإجراء حوار بين مقاتلي المعارضة وزعماء القبائل.
كما ألمح وزير الخارجية البريطاني وليام هيج لفكرة احتمال أن يكون النفي وسيلة لإخراج القذافي من الصورة وتسوية الأوضاع في البلاد. وأضاف انه يعتقد أن القذافي ربما يواجه المحكمة الجنائية الدولية.
وتواصلت الجهود الدبلوماسية قبل انعقاد المؤتمر، حيث التقى وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج مبعوثا عن المجلس الوطني الليبي الانتقالي الذي يمثل المعارضة احمد جبريل. وافادت الانباء بأن ممثلين عن المجلس الوطني طالبوا في لندن بإجراء انتخابات حرة ونزيهة في فترة ما بعد القذافي.
وطالب الثوار المجتمعون في لندن باتخاذ قرار بمحاكمة القذافي وعدم الاكتفاء بنفيه فقط.
وكان رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل عرض العفو على اتباع القذافي في حال تخلوا عنه، مشيراً إلى ان الزعيم الليبي سيحاكم في طرابلس بعد انتصار المعارضة.
الوضع الميداني
ميدانياً، أفادت الانباء الواردة من ليبيا بأن المسلحين المعارضين تراجعوا امس أمام قوات القذافي ليصيروا على بعد حوالي 100 كيلومتر من مدينة سرت التي يريدون السيطرة عليها. ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن قوات القذافي قصفت مواقع الثوار بالصواريخ والاسلحة الثقيلة بشكل كثيف، واجبرتهم على التراجع، بشكل فوضوي، من النوفلية حتى مدينة بن جواد.
وقال المعارضون ان المدن القريبة من سرت تشكل تهديداً للثوار، كون سكانها من المؤيدين للقذافي ويساندون قواته.
واكدت مصادر عسكرية اميركية ان قوات القذافي تتحصن في سرت وتستعد لشل تقدم قوات الثوار غرباً.
وصرح عدد من الثوار انهم يتوقعون «اطلاق نار من مقاتلات فرنسية» لاحراز تقدم عسكري والتقدم بالتالي نحو سرت.
وكانت القوات الاميركية هاجمت الليلة الماضية ثلاث سفن ليبية بما فيها سفينة تابعة لحرس الحدود، لمنعها من استهداف سفن تجارية في ميناء مصراتة. كما تقدمت القوات الموالية للقذافي داخل المدينة مدعومة بقصف كثيف بقذائف الدبابات وأثار تقدمها مخاوف من وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.
واشنطن تكثف عملياتها
وتعد واشنطن لسحب بعض قطعها البحرية المشاركة في الحملة على ليبيا بعد تولي «الناتو» قيادة العمليات.
ووضعت الولايات المتحدة وسائل جوية جديدة تهدف خصوصا لمهاجمة كتائب القذافي على الارض، واقر الاميرال بيل غورتني باستخدام مقاتلات من طراز ايه-10 وايه سي-130 نهاية الاسبوع. لكنه لم يشأ اعطاء توضيحات حول نوعية الاهداف التي تحددت. ومقاتلة ايه-10 هي طائرة تستعمل لتقديم دعم جوي قريب خصوصا ضد الدبابات والمدرعات. اما ايه سي-130 «سبوكي» فهي طائرة نقل جرى تعديلها من اجل المعارك القريبة. وهي مجهزة بعدة مدافع من بينها مدفع 105 مللم.
الثلاثاء مارس 29, 2011 3:48 pm
